منتديـات العــاشــق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـات العــاشــق

مرحبا بكم في منتديات العاشق
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وداعا مــايــا ( قصة مؤثرة ) روعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الساهر
عضو ذهبي
عضو ذهبي
الساهر


عدد الرسائل : 113
تاريخ التسجيل : 22/03/2008

وداعا مــايــا ( قصة مؤثرة ) روعه Empty
مُساهمةموضوع: وداعا مــايــا ( قصة مؤثرة ) روعه   وداعا مــايــا ( قصة مؤثرة ) روعه I_icon_minitimeالإثنين مارس 31, 2008 3:37 pm




قصة مؤثرة جداً تدمع لها العيون ...

وهي بعنوان(وداعـــاً مـايا)

***







"في معهد الكومبيوتر جمعتنا مقاعد الدراسة... في العشرين من عمرها، متوسطة الطول، بيضاء، جميلة الملامح يزينها شعر أشقر ولها عينان خضراوان، كانت هادئة الطبع حسنة الخلق..
قررت أن أتعرف عليها أكثر فقد أعجبت بها كثيراً اقتربت منها..
- مرحباً.. أنا ناديا .. ما اسمك؟
- اسمي مايا..
- مايا هذا يعني أنك …!
- نعم نصرانية .
- لا يهم..المهم أن نكون صديقتين.
وفعلاً كان اللقاء وكانت الصداقة……
كانت طباعنا متقاربة في كل شيء والعجيب أن مولدنا في يوم واحد !كنا لا نفترق، بل نجتمع دائماً إما في المعهد أو في النادي، كانت تحب لعبة الإسكواش والتنس
وأنا كنت أحب ركوب الخيل أتدرب كثيراً حتى أصبحت فارسة ماهرة..

كنت أزورها كثيراً في منزلها وهي أيضا كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى إن جدتي أحبتها كثيراً…
استهواني الدين النصراني، كنت أريد أن أعرف عنه كل شيء..ذهبت معها أكثر من مرة إلى الكنائس، كنت أسال عن أشياء لا أفهمها وتجيبني عنها بإيجاز، أما هي فكانت تجلس صامتة وعلى وجهها ملامح الحيرة …
طلبت مني ذات يوم الذهاب معها إلي الكنيسة لتؤدي صلاة عيد القيامة، لم أمانع أبداً !!
كانت جذوري غير راسخة، لم أكن أعرف قدر ما عندي!
ذهبت معها.. كانت تختلس النظر إليّ تريد أن ترى ردّة فعلي.. لم أعلق على شيء، كان الذي يدور أمامي طلاسم محيرة لا أستطيع فهمها ….
في اليوم التالي زرتها في منزلها تحدثنا وضحكنا كثيراً..لم نكن نحسب للزمن حساباً، المهم أن نبقى معاً..
وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانية، دفعني الفضول إلى طلبها فوافقت مايا،أخذت تلك الكتب معي إلى لمنزل وأنا في شوق لقراءتها، فقد كنت أحب أن أفهم هذا الدين المليء بالألغاز .
دخلت المنزل وسلمت على جدتي وجلست أتحدث معها.. كم أحبها!! فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل عني والداي!
وفي أثناء الحديث وقع نظر جدتي على تلك الكتب ودهشت عندما رأت الصليب مرسوماً على الغلاف، نظرت إليّ في حدة وثارت في وجهي وصرخت بصوت عالٍ وسبتني سباً شديداً ورمت بها في وجهي …
ما بها؟ لم أرها غاضبة من قبل، لم أكن أعرف ماذا يجري؟ وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب خطأ كبير وأمر مزعج… اعتذرت إلى جدتي، وفي اليوم التالي أرجعت الكتب إلى مايا وقلت لها إني قد قرأتها..
كان هذا خيراً لي؛ فقد كانت جذوري غير راسخة، أجهل الكثير عن ديني، لم أكن أعرف الحجاب وأفرط كثيراً في الصلاة، وفي غرفتي كمّ هائل من أشرطة الغناء العربية والأجنبية وعلى جدرانها صور كثيرة لأهل الغناء والتمثيل، وفي النادي أمضي ساعات أمتطي الحصان، وفي نفسي جوانب كثيرة مظلمة أخفيها دائماً عن الناس وأحاول إخفاءها عن نفسي !!كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام هو أنني أذهب كل جمعة إلى المسجد لأشهد صلاة الجمعة مع المسلمين !!
وفي ذات يوم بعد صلاة الجمعة رجعت إلى المنزل ووجدت صديقتي مايا جالسة مع جدتي تنتظرني، جلسنا معاً نتحدث،ثم انصرفت جدتي لتـُعـِدّ الغداء.. اقتربت مني مايا وقالت لي إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام، قلت لها: ولماذا؟ قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام،اعتذرت لها!! فلم يكن لدي شيء من الكتب الدينية!!
ولكني وعدتها بأن أحضر لها ما تريد ..
في اليوم التالي ذهبت إلى بيت والدي وبحثت في مكتبته فلم أجد سوى (القرآن الكريم بالتفسير) فأخذته وانصرفت، ولم يعرف والدي ووالدتي بأني جئت إلى لمنزل ولم أنتظرهما حتى يعودا من العمل !
حملت (المصحف المفسر) إلى مايا، أخذته مني بلهفة وشكرتني على ذلك كثيراً.. ثم افترقنا..
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المعهد وكـُلـِّي شوق للقاء صديقتي.. ولكنها لم تحضر !!
ماذا جرى؟!ازدادت مخاوفي وذهبت بي الظنون كل مذهب، في اليوم الثاني لم تحضر مايا، وكذلك في اليوم الثالث..
ما الذي حدث؟! أين هي الآن؟!
هل……………؟
قطعت كل التساؤلات وقررت أن أذهب إلى منزلها لأطمئن عليها، طرقت الباب فإذا بمايا تستقبلني ..
أنت بخير ..لقد..
لم تـَدَع لي فرصة للحديث ولم تجبني عن شيء …
ابتسمت لي وأخذت بيدي وخرجت بي مسرعة وذهبنا إلى بيت جدتي، وكانت جدتي غائبة عن المنزل..
في بيت جدتي تحدثنا قليلاً ثم انصرفت لأحضر العصير، رجعت إليها فإذا بها مطرقة الرأس غارقة في تفكير عميق، شعرت بأنها تخفي شيئاً… سر كبير من وراء تلك العينين الحائرتين، اقتربت منها همست إليها ..
-مايا ما بك يا صديقتي؟!
رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع وقالت:
- تعبت يا ناديا تعبت…
- من أي شيء؟!
- صراع مرير يعصف في داخلي! يكاد أن يقضي عليّ، أصبحت أكره حياتي وأكره وجودي في هذه الحياة!
- مايا ما الذي جرى؟! لم تكوني أبداً هكذا!! لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟
نظرت إليّ وقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها… وقالت:سأخبرك يا ناديا عن كل شيء.. ولكن!
- ولكن ماذا؟
-أتقسمين لي بأن يكون الأمر سراً بيننا وألا تبديه لأحد مهما يكن …
أقسمت لها حتى اطمأنت عندما استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضع عن كاهلها حملاً ثقيلاً، عدلت من جلستها ونظرت إلي وقالت:
- ناديا.. أريد أن أدخل في الإسلام!
عقدت الدهشة لساني، وقعت كلماتها عليّ كالصاعقة، أدركت خطورة الأمر،صرخت بها:
- ماذا؟ !!تسلمين؟؟!… الإسلام؟! أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم أهلك بهذا؟سوف يقتلونك حتماً سيقتلونك...
نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئاً فشيئاً، أطرقت رأسها ووضعت وجهها بين كفيها، وانهارت في بكاء شديد، ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:
- حتى أنت يا ناديا.. حتى أنت يا صديقتي !لا تريدينني أن أرى النور !لا أحد يريد أن يأخذ بيدي، رحماك يا رب...آه مما أنا فيه.. كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا من معين…… رحماك يا رب رحماك …وغرقــَت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !!أفكر فيما أرى وأسمع، ومخاوفي تزداد على صديقة العمر.. عالم مجهول ينتظرها !!قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد، بل قد يفرق بين روحها وجسدها..!!آه.. ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد قتلها أقرب الناس إليها لن يرحموها أبداً… لن…
نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكاد البكاء أن يقضي عليها.. آهاتها الحارة تقطع نياط قلبي، ونظراتها العاجزة تتوسل إليّ، لمحت في عينيها صدق الرغبة، أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه، وأنا أيضا اتخذت قراري …اقتربت منها، احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها:
- لا عليك يا صديقتي لا عليك..ليكن لك ما تريدين ...لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر.. سأكون معك والله معنا..النطق بالشهادتين
أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله…
كأنني أسمعها لأول مرة ..نطقتها مايا فلم تبق مني جارحة إلا وانتفضت لأول مرة أشعر بجلال هذه الكلمة! آه لم أكن أعرف قدر ما عندي!!
توقفت عقارب الزمن عن الدوران، وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن،غمرتنا السكينة من كل مكان، وكأن الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغضالندي إلى الملكوت الأعلى …
إنه التوحيد..(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).أشرقت شمس الإيمان.. وتبدد الظلام) إنما الله إله واحد).وداعاً للخرافة.. وداعاً للأوهام..(ثلاثة في واحد..واحد في ثلاثة).. ليل جاثم.. لن يصمد طويلاً أمام الفجر الساطع.. (قل هو الله أحد {1} الله الصمد {2} لم يلد ولم يولد {3} ولم يكن له كفواً أحد {4})
الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.. لم أخسر شيئاً.. (ربحت محمداً ولم أخسر المسيح).
رسولان عظيمان في طريق واحد، الطريق إلى الله.. لم يكن المسيح يوماً إلهاً أو ابناً للإله، إنما هو عبد الله ورسوله.. السر المحير في طبيعة المسيح يبده شعاع من القرآن: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله... أشهد أن محمداً رسول الله..
صوت الأذان يجلجل في كل مكان.. يا الله! كم هزني هذا النداء! لطالما تمنيت أن أستجيب له، الحمد لله حان اللقاء.. سأقف بين يدي الله.. سأسجد له، سأعترف له بذنوبي وأسأله الغفران، لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه، إنه ربي قريب مني ليس بيني وبينه حجاب وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(. الحمد لله .. آن لهذه الروح الظامئة أن ترتوي..عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء، كنت أشعر أنها بحاجة إلى هذه الوقفات، ولكن لم يبق في الوقت متسع ولا بد من العمل..
أخذت بيدها وذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء ..توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ من بعدي ..يا الله! ما أجمل الوضوء !نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استنار وجهها، فكأنما أراها لأول مرة، أحسست أنها أجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد !حان وقت الصلاة، جعلتها تستقبل القبلة.. وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين: الله أكبر..
وصلـّت مايا.. وسجدت مايا..لأول مرة في حياتها، وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع.. إنها دموع الفرح، فرح بلقاء العبد ربه ..يا له من منظر، لن أنساه ما حييت.. كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد على يد شيخ هناك..قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سراً بيننا..
كان عليها أن تنتظر حتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها، كان عليها أن تنتظر كتم إيمانها سنتين على أقل تقدير.. يجب ألا تستعجل وإلا فإنه العذاب المرير لطالما سمعت عن قصص كثيرة مشابهة لم يـَسـْلـَم منها كثير ممن أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها!!
ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقاً.. كنا نذهب كل جمعة إلى المسجد للصلاة وكانت ترتدي الحجاب في السيارة حتى لا يعرفها أحد.. أما أنا فكنت لم أرتدِ الحجاب بعد!
أقبلت مايا على القرآن، وتـَمـَلـّك القرآن قلبها، أخذت تقرأ القرآن وحفظت الكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين آية من سورة البقرة ..كانت تقرأ القرآن خفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ..
أعطيتها يوما كتاب (رجال حول الرسول عليه الصلاة والسلام) ..قرأته كثيراً وأحببته حباً كبيراً وكانت لا تملك عينيها وهي تقرأ أن أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعذبوا كثيراً في سبيل الإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين ..لقد وجدت في ذلك الكتاب سلوة لها وتثبيتاً لقلبها على الإيمان.. وازدادت عزيمتها على الصبر والمضي في الطريق حتى يأذن الله بالفرج..
وما هي ألا أيام حتى هـَبـَّت تلك النفحة الربانية وهـَلّ الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز ..إنه موسم الرحمة والبركات (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).

لـَكـَم تـَمَنـّت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشارك المسلمين في هذه الروحانية الغامرة..وهاهي اليوم تستقبل رمضان.. وقد أسلمت وجهها لله.. لم أستطع مقاومة رغبتها في الصيام.. على الرغم من خطورة الأمر، ولكنه الإيمان لا يعرف القيود ولا الحدود.. كنا نقضي اليوم بـِطـُولـِه في المعهد، لم نكن نفترق أبداً، أما الإفطار فكانت تتناوله معي ومع جدتي وأهلها يعرفون أنها عندي ولم يـشـُـكّوا في شيء، حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر...أما وقت السحور فكنت أتصل بها على هاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور، يا لها من أيام تلك الأيام! رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر.. حتى أننا كنا نذهب إلى أبعد مسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي لا يراها أحد..
ومرت الأيام ..
وعام كامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل، ولتعلن مايا إسلامها.. ولكن !يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!!
الحلم المكتوم..العام الميلاد يوشك أن يلفظ أنفاسه ..وعام ميلادي جديد أصبح على الأبواب ..والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح!
وفي داخل (الترام) الذي يشق طريقه وسط الزحام كنت أجلس بجانب مايا،التي كانت واجمة وبدت عليه املامح القلق:
- ما بك يا صديقتي..
-اليوم هو الإثنين، لقد بقيت أربعة أيام... ما بك يا مايا؟!
- على ماذا؟!
- على عيد رأس السنة..
- وماذا في الأمر؟
- معنى ذلك أنه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة..كم أنا خائفة!!أخشى أن أضعف.. أخشى أن أفقد النور …
- لا تقلقي يامايا.. سأذهب معك وأكون بجانبك..لم يـُرضـِها هذا العرض، صمتت قليلاً ثم قالت :
- كلا لا أريد أن أذهب.. لن أدخل الكنيسة بعد اليوم..ثم أخذت تضحك وهي تردد:
- لن أدخل الكنيسة إلا جثة خامدة!!
لا يزال الترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:
- ناديا أكاد أختنق.. أشعر أنني كالسارق لم أعـُد أحتمل!
- صبراً يا صديقتي.. وأغمضت عينيها وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة.. في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلامي سأركض في كل اتجاه وأصيح بأعلى صوتي: إنني مسلمة.. لن ألتفت إلى أحد.. لن أتنازل عن شيء.. سأقاوم مهما كانت الضغوط.. حتماً سأخسر كل من أعرف حتى أهلي.. كم يحزنني هذا! كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة! سأدعوهم إلى الإيمان وأدعو لهم في صلاتي.. المهم أني لن أخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام..
وحـَلـّقـَت مايا في سماء الأحلام..
كم أبدو جميلة بالحجاب؟ سأرتديه في أول لحظة أعلن فيها إسلامي.. وبالطبع سأتزوج حين أجد شاباً مسلماً.. لن أشترط عليه شيئاً.. المهم أن نحيى معاً حياة سعيدة في ظل الإسلام… وتمر الأيام.. مولودي الأول سأسميه (أدهم)، والثاني (عبد الرحمن)، كم أحب هذين الاسمين!..
ثم أفاقت من أحلامها على صوت الترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها.. توقف الترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثاً اللحاق بها.. ونزلنا من الترام لنعبر الشارع وهي تجري وتناديني:أسرعي يا ناديا، الحقي بي..ولكنها سبقتني.. وعبرت الشارع أمامي..






وفـي وسط الطريق!!






تسقط مايا صريعة.. تحت عجلات سيارة مسرعة..






تسمـّرت قدماي، ولم أعد أرى أمامي إلا منظر صديقة العمر.. وهي تنزف بالدماء!






جريت في ذهول وأنا أصرخ: مايا.. مايا ..

احتضنتها بين يديّ وضممت رأسها إلى صدري وشعره االأشقر الطويل قد تغير بلون الدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء.. وقفت عاجزة تماماً إلا عن الصراخ والبكاء.. أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة.. نظراتها الكسيرة تتوسل إليّ.. وصوت ضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى: لا.. لا.. ليس الآن..
حلمي لم يتحقق..ناديا أرجوك.. أوقفي النزيف.. أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش
أرجوك ناديا.. ناديا .. نا..






وكـان الـرحـيـل !


(( لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة )) ..






هذا هو قرارها قبل الرحيل ..






ويا لعجائب الأقدار.. هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة.. جسداً بلا روح !قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..
دخلت الكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آيات من الإنجيل.. صـَعـُب عليّ أن أراها بينهم.. شعرت أنهم كاللصوص.. اخترقت ذلك الجمع إلى أن وصلت إلى مايا.. كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب!
آه.. ما أصعب هذا!! اقتربت منها.. أَلـْقـَيت على وجهها نظرات الوداع.. كان وجهها يبعث بالنور.. أقسم لكم.. لم أتمالك نفسي وأنا أرىا لصليب على صدرها ..انحنيت منها وأنا أدعو لها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع! عندها خارت قواي.. خنقتني العبرة.. سقطت على قدميّ وارتفع صوتي بالبكاء ..
اقترب القسيس مني واخذ يربت على كتفي ويقول:لا تقلقي عليها.. إنها الآن مع المسيح والقديسين ..
هممت أن أصرخ في وجهه: لا.. لا.. ماي امسلمة.. مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت أصرخ في داخلي !
وما زلت أبكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيداً عني.. وهناك..بين قبور النصارى وعلى التل البعيد دُفـِنـَت مايا.. دُفـِنـَت وعلى صدرها الصليب! ولكن حسبها الله ونعم الوكيل ..
رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ..
وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عينيّ لنوم عميق..






وفي المنام كان اللقاء!!






رأيت ناراً سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..والنار لا تحرقها.. بل كانت تصلي داخلها.. وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بأن أبتعد عنها..
قمت من منامي فزعة مذعورة.. أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها.. حتى سألت شيخاً يـُعبـّر الرؤيا.. فحمد الله وقال:أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهي تكتم إيمانها.. وأما الصلاة فهي علامة النجاة وأنها نجت بإذن الله..
فرحت كثيراً بأن مايا بخير ..الحمد لله .. اللهم لا تحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بيني وبينها في جناتك جنات النعيم..






وفي ذات مساء كان أيضاً اللقاء..




رأيت مايا في واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر.. وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن أذهب إليها.. لم أسال عن تلك الرؤيا فهي واضحة..
استقر في نفسي أنه سبيل النجاة.. لا بد من العودة لله قبل فوات الأوان.. سنلتقي يا مايا بإذن الله ..لن تخدعني الأوهام بعد اليوم.. لن أركض خلف السراب ...أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرّغت قلبي لله ..ارتديت الحجاب.. وفتحت صفحة جديدة مع ربي.. كتبت عليها بدموع التوبة والندم:
تبت إلى الله.. تبت إلى الله.




------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وداعا مــايــا ( قصة مؤثرة ) روعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـات العــاشــق :: الاقـســام الادبـيــة :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: